فصل: تفسير الآية رقم (248):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآية رقم (248):

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)}
قوله عز وجل: {وَقَالَ لَهُم نَبِيُّهُم إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِ} أي علامة ملكه {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} قال وهب ابن منبه: كان قدر التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين.
{فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَّبِّكُم} وفي السكينة ستة تأويلات:
أحدها: ريح هفَافة لها وجه كوجه الإِنسان، وهذا قول عليّ عليه السلام.
والثاني: أنها طست من ذهبٍ من الجنة كان يغسل فيه قلوب الأنبياء، وهذا قول ابن عباس والسدي.
والثالث: أنها روح من الله تعالى يتكلم، وهذا قول وهب بن منبه.
والرابع: أنها ما يعرف من الآيات فيسكنون إليها، وهذا قول عطاء بن أبي رباح.
والخامس: أنها الرحمة، وهو قول الربيع ابن أنس.
والسادس: أنها الوقار، وهو قول قتادة.
ثم قال تعالى: {وَبَقِيِّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وءَالُ هَارُونَ} وفيها أربعة تأويلات:
أحدها: أن البقية عصا موسى ورُضاض الألواح، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: أنها العلم والتوراة، وهو قول عطاء.
والثالث: أنها الجهاد في سبيل الله، وهو قول الضحاك.
والرابع: أنها التوراة وشيء من ثياب موسى، وهو قول الحسن.
{تَحْمِلُهُ الْمْلاَئِكَةُ} قال الحسن: تحمله الملائكة بين السماء والأرض، ترونه عياناً، ويقولون: إن آدم نزل بالتابوت، وبالركن.
واختلفوا أين كان قبل أن يرد إليهم، فقال ابن عباس، ووهب كان في أيدي العمالقة، غلبوا عليه بني إسرائيل، وقال قتادة كان في بريّة التيه، خَلَّفَه هناك يوشع بن نون، قال أبو جعفر الطبري: وبلغني أن التابوت وعصا موسى وبحيرة الطبرية، وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (249):

{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)}
قوله تعالى: {فَلمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} وهو جمع جند، والأجناد للقليل، وقيل: إنهم كانوا ثمانين ألف مقاتل.
{قَالَ إِنَّ الله مُبْتَلِيكُم بِنَهْرٍ} اختلفوا في النهر، فَحُكِيَ عن ابن عباس والربيع أنه نهر بين الأردن وفلسطين، وقيل إنه نهر فلسطين، قال وهب بن منبه: السبب الذي ابتلوا لأجله بالنهر، شِكَايَتُهم قِلةَ الماء وخوف العطش.
{فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيسَ مِنِّي} أي ليس من أهل ولايتي.
{ومَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَن اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بالفتح، وقرأ الباقون {غرفة} بالضم، والفرق بينهما أن الغرفة بالضم اسم للماء المشروب، والغرفة بالفتح اسم للفعل.
{فَشَرِبُوا مِنهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنهُم} قال عكرمة: جاز معه النهر أربعة آلاف، ونافق ستة وسبعون ألفاً، فكان داود ممن خلص لله تعالى. قال ابن عباس: إن من استكثر منه عَطِش، ومن اغترف غرفة منه رُوِيَ.
{فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ} قيل: كان المؤمنون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً عدة أهل بدر. واختلفوا، هل تجاوزه معهم كافر أم لا؟ فَحُكِيَ عن البراء، والحسن، وقتادة: أنه ما تجاوزه إلا مؤمن، وقال ابن عباس، والسدي: تجاوزه الكافرون، إلا أنهم انخذلوا عن المؤمنين.
{قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} اختلفوا في تأويل ذلك على قولين:
أحدهما: أنه قال ذلك مَنْ قلّت بصيرته من المؤمنين، وهو قول الحسن، وقتادة، وابن زيد.
والثاني: أنهم أهل الكفر الذين انخذلوا، وهو قول ابن عباس، والسدي، قال عكرمة: فنافق الأربعة الآلاف إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً كعدة أهل بدر، وداود فيهم.
{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُواْ اللهِ} وهم المؤمنون الباقون من الأربعة الآلاف.
وفي الظن ها هنا قولان:
أحدهما: أنه بمعنى اليقين، ومعناه الذين يستيقنون أنهم ملاقوا الله كما قال دريد بن الصُّمّة:
فقلت لهم ظُنّوا بِأَلْفَيْ مُدَجج ** سَراتُهُمُ في الفارسيّ المسَرّدِ

أي تيقنوا.
والثاني: بمعنى الذين يظنون أنهم ملاقوا الله بالقتل في الوقعة.
{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً} والفئة: الفرقة {بِإِذْنِ اللهِ} قال الحسن: بنصر الله، وذلك لأن الله إذا أذن في القتال نصر فيه على الوجه الذي وقع الإِذن فيه. {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} يعني بالنصرة والمعونة، وهذا تفسير الآية عند جمهور المفسرين.
وذكر بعض من يتعاطى غوامض المعاني، أن هذه الآية مَثَلٌ ضَرَبَهُ الله للدنيا يشبهها بالنهر، والشارب منه بالمائل إليها والمستكثر منها، والتارك لشربه بالمنحرف عنها والزاهد فيها، والمغترف منه بيده بالآخذ منها قدر حاجته، وأحوال الثلاثة عند الله مختلفة.

.تفسير الآيات (250- 252):

{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)}
قوله تعالى: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ} في الهزيمة قولان:
أحدهما: أنها ليست من فعلهم وإنما أضيفت إليهم مجازاً.
والثاني: أنهم لما ألجئوا إليها صارواْ سبباً لها، فأضيفت إليهم لمكان الإلجاء. ويحتمل قوله: {بِإِذْنِ اللَّهِ} وجهين:
أحدهما: بأمر الله لهم بقتالهم.
الثاني: بمعونة الله لهم على قتالهم.
{وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ} حكي أن جالوت خرج من صفوف عسكره يطلب البِراز؟ فلم يخرج إليه أحد، فنادى طالوت في عسكره: مَنْ قتل جالوت فلهُ شطر مُلكي وأزوّجه ابنتي، فجاء داود وقد أخذ ثلاثة أحجار، وكان قصيراً يرعى الغنم، وقد ألقى الله في نفسه أنه سيقتل جالوت، فقال لطالوت: أنا أقتل جالوت، فازدراه طالوت حين رآه، وقال له: هل جربت نفسك بشيء؟ قال نعم، قال: بماذا؟ قال: وقع ذئب في غنمي فضربته، ثم أخذت رأسه فقطعته في جسمه، فقال طالوت: الذئب ضعيف، فهل جربت نفسك في غيره؟ قال: نعم، دخل الأسد في غنمي، فضربته ثم أخذت بِلَحْيَيْه فشققتها، أفترى هذا أشد من الأسد، قال: لا، وكان عند طالوت درع سابغة لا تستوي إلا على من يقتل جالوت، فأخبره بها وألقاها عليه فاستوت، وسار إلى جالوت فرماه بحجر فوقع بين عينيه وخرج من قفاه، فأصاب جماعة من عسكره فقتلهم وانهزم القوم عن آخرهم، وكانوا على ما حكاه عكرمة تسعين ألفاً.
واختلفواْ، هل كان داود عند قتله جالوت نبياً؟ ذهب بعضهم أنه كان نبياً، لأن هذا الفعل الخارج عن العادة، لا يكون إلا من نبي، وقال الحسن: لم يكن نبياً، لأنه لا يجوز أن يُوَلي مَنْ ليس بنبي على نبي. قال ابن السائب وإنما كان راعياً فعلى هذا يكون ذلك من توطئة لنبوته من بعد.
ثم إن طالوت ندم على ما بذله لداود من مشاطرته ملكه وتزويجه ابنته، واختلفوا هل كان ندمه قبل تزويجه ومشاطرته، أم بعد، على قولين:
أحدهما: أن طالوت وَفَّى بشرطه، وزوج داود بإبنته، وخلطه في ملكه بنفسه ثم حسده، فندم، وأراد قتله، فعلمت بنته بأنه يريد قتل زوجها، وكانت من أعقل النساء، فنصبت له زِق خمر بالمسك، وألقت عليه ليلاً ثياب داود، فأقبل طالوت، وقال لها: أين زوجك؟ فأشارت إلى الزق، فضربه بالسيف، فانفجر منه الخمر وسطع ريح المسك، فقال يرحمك الله يا داود طبت حياً وميتاً، ثم أدركته الندامة، فجعل ينوح عليه ويبكي، فلما نظرت الجارية إلى جَزَعِ أبيها، أخبرته الخبر، ففرح، وقاسم داود على شطر ملكه، وهذا قول الضحاك، فعلى هذا يكون طالوت على طاعته حين موته، لتوبته من معصيته.
والقول الثاني: أنه ندم قبل تزويجه على شرطه وبذله، وعرّض داود للقتل، وقال له إن بنات الملوك لابد لهن من صداق أمثالهن، وأنت رجل جريء، فاجعل صداقها قتل ثلاثمائة من أعدائنا، وكان يرجو بذلك أن يقتل، فغزا داود وأسر ثلاثمائة، فلم يجد طالوت بداً من تزويجه، فزوجه بها، وزاد ندامة فأراد قتله، وكان يدس عليه حتى مات، وهذا قول وهب بن منبه، فعلى هذا مات طالوت على معصيته لأنه لم يتب من ذنبه.
وروى مكحول، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ المُلُوكَ قَدْ قَطَعَ اللهُ أَرْحَامَهُم فَلاَ يَتَوَاصَلُونَ حُبَّاً لِلْمُلْك حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُم لَيَقْتُلَ الأَبَ وَالإِبْنَ وَالأَخَ وَالعَمَّ، إِلاَّ أَهْلُ التَّقْوَى وَقَلِيلٌ مَّا هُم، وَلَزوَالُ جَبَلٍ عَن مَّوضِعِهِ أَهْوَنُ مِنْ زَوَالِ مُلْكِ لَمْ يَنْقَضِ».
{وَءَاتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ} يعني داود، يريد بالملك السلطان وبالحكمة النبوة وكان ذلك عند موت طالوت بعد سبع سنين من قتل جالوت على ما حكاه ابن السائب.
ويحتمل وجهاً ثانياً: أن الملك الانقياد إلى طاعته، والحكمة: العدل في سيرته ويكون ذلك بعد موت طالوت عند تفرده بأمور بني إسرائيل.
{وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ} فيه وجهان:
أحدهما: صنعة الدروع والتقدير في السرد.
والثاني: كلام الطير وحكمة الزبور.
ويحتمل ثالثاً: أنه فعل الطاعات والأمر بها، واجتناب المعاصي والنهي عنها، فيكون على الوجه الأول {مِمَّا يَشَاءُ} داود، وعلى الثاني: {مِمَّا يَشَاءُ} الله، وعلى الثالث {مِمَّا يَشَاءُ} الله ويشاء داود.
{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأرضُ}.
في الدفع قولان:
أحدهما: أن الله يدفع الهلاك عن البر بالفاجر، قاله عليّ كرم الله وجهه.
والثاني: يدفع بالمجاهدين عن القاعدين قاله ابن عباس.
وقوله تعالى: {لَّفَسَدَتِ الأرْضُ} فيه وجهان:
أحدهما: لفسد أهل الأرض.
والثاني: لعم الفساد في الأرض. وفي هذا الفساد وجهان:
أحدهما: الكفر.
والثاني: القتل.

.تفسير الآيات (253- 254):

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)}
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فيه وجهان:
أحدهما: في الآخرة، لتفاضلهم في الأعمال، وتحمل الأثقال.
والثاني: في الدنيا بأن جعل بعضهم خليلاً، وبعضهم كليماً، وبعضهم مَلِكاً، وسَخَّر لبعضهم الريح والشياطين، وأحيا ببعضهم الموتى، وأبرأ الأكمه، والأبرص.
ويحتمل وجهاً ثالثاً: بالشرائع، فمنهم من شرع، ومنهم من لم يشرع.
{وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} فيه وجهان:
أحدهما: أن أوحى إلى بعضهم في منامه، وأرسل إلى بعضهم الملائكة في يقظته.
والثاني: أن بعث بعضهم إلى قومه، وبعث بعضهم إلى كافة الناس.
{وَءَاتَينَا عيسَى ابْنَ مَرْيَم الْبَيِّنَاتِ} فيه وجهان:
أحدهما: الحُجَجُ الواضحة، والبراهين القاهرة.
والثاني: أن خلقه من ذكر.
{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} فيه وجهان:
أحدهما: بجبريل.
والثاني: بأن نفخ فيه من رُوحه.
{وَلَو شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ} فيه وجهان:
أحدهما: ولو شاء الله ما أمر بالقتال بعد وضوح الحجة.
والثاني: ولو شاء الله لاضطرهم إلى الإيمان، ولما حصل فهيم خيار.